السياق
تتطلب التحولات السياسية والاجتماعية والثقافية والقيمية والتقنية اليوم في فلسطين وفي العالم العربي في القرن الحادي والعشرين تفكيرًا ابتكاريا ابداعيا أكثر من أي وقت مضى، وبخاصة في سياق غياب الحرية، وطغيان الظواهر غير الصحية، وتراجع الأمل، وحيث مصائرنا معلقة بمطامع غيرنا. محدودةٌ هي المبادرات المجتمعية ذات الاستمرارية والديمومة التي تعبر عن تفكير إبداعي، والتعليم في بلادنا لم يرتق إلى ما نحلم به ونصبو إليه. وما نحن عالقون فيه على كل المستويات له سياقاته وظروفه وأسبابه ومسبباته... وغالبا، فإن الأمور تبدو في غاية التعقيد، ولا تبدو الحلول المألوفة والمستهلكة قادرة على إحداث تأثير تحولي إلا في حالات نادرة، هناك الكثير مما ينبغي المبادرة إليه في المجتمع. ولعل ما ينبغي الانتباه إليه هو "خيالنا - أفكارنا" اتجاه ما نمر به وما نعبره من تحديات كثيرة تتطلب مواجهتها بطرق إبداعية تتجاوز ما هو مألوف ومستهلك إلى ما هو ابتكاري. وبدلا من أن نكون عبيدا للتكنولوجيا أن نوظفها في تعميق التواصل والحوار والإنتاج المعرفي وأن نأخذ بعين الاعتبار أن الوسائط التعبيرية التقنية الحديثة ينبغي مواكبتها بحيث تتم الموائمة بين تقاليد التعبير الراسخة والوسائط المستجدة وما ينفتح من آفاق أشكال جديدة من التعبير يتناغم فيها اللغوي والصوري والصوتي بما يقتضيه كل سياق.
في التوجهات
يضعنا أمام تحديات تعميق الفكرة، أن نفكر بعمق حول ما نعرف، ما نتعلم، ما نفعل، ما نتخيل، ما نعبر... يعمق امتلاكنا تجربة التعلم وخبرته، ويجعلها أكثر أهمية. يشجع على المغامرة، ويساعد على الإخفاق الذي يمكن تحويله. يساهم في تعريفينا بأنفسنا بصورة أفضل، ويساعدنا على مواءمة أفعالنا مع رؤيتنا. يساعدنا على تحديد ما نريد، وما ينبغي عمله من أجل مساندة أنفسنا. يساعدنا على إدراك مفاصل قوتنا وكيفية توظيفها لخدمة الآخرين. يمكّننا من تحديد شكل التعبير الملائم، ويسمح لنا بالتجريب. يضعنا أمام تحد، نجد أنفسنا فيه نعمل بدأب على مواءمة بالأفكار مع شكل تمثيلها؛ فنيا، علميا، وظيفيًا، وعبر توظيف الأدوات التكنولوجية المتقدمة في العصر الرقمي.
في المنهجيات
المنهج وثيق الصلة بالحياة والمجتمع وقضاياه، محفز، ويتيح الإمكانية لمعرفة معارفهم ومهاراتهم ومواقفهم وقيمهم الحالية والسابقة والبناء على تجربتهم وخبرتهم. الدقة المعرفية يتسم بالتحدي عبر تفكير وتأمل عميقين يتسمان باختلاف المنظورات وتنوع المستويات. التبئير الموضوعات محصورة ومتداخلة كي يتاح التعمق فيها من أجل عملية متكاملة ومنتج ذو نوعية جيدة. التماسك موضوعات متسلسلة تعكس الحقول المعرفية المتعددة وعلاقاتها مما يتيح التقدم من المفاهيم الأساسية إلى المفاهيم الأكثر تقدما عبر المراحل والمستويات. التناسق والمواءمة أن يكون المنهج متوافقا بشكل جيد مع ممارسات التدريس والتقييم. فقد تكون هناك حاجة إلى ممارسات تقييم مختلفة لأغراض متعددة. ينبغي تطوير طرق تقييم جديدة تقدر نتائج الطلاب والإجراءات التي لا يمكن قياسها دائما، وينبغي تغذية التفكير الاستقصائي والنقدي. القابلية إيلاء أولوية أعلى للمعارف والمهارات والمواقف والقيم التي يمكن تعلمها في سياق واحد ونقلها إلى سياقات أخرى، ويمكن استلهامها في أشكال التعبير المختلفة. الاختيار تقديم مجموعة متنوعة من خيارات الموضوعات والمشاريع، وتوفير فرص واسعة لاقتراح المواضيع والمشاريع الخاصة، مع دعم مستمر لاتخاذ خيارات مستنيرة.
The Future of Education and Skills - Education 2030 (OECD