الوثائق العائلية

كيف لنا أن نقرأ أرشيفاتنا العائلية والشخصية ونحاورها من منظور أوسع يعكس حكاية البشر والأمكنة وتاريخها، كيف يمكن للأرشيفات الخاصة في فرادتها أن تسهم في تضفير الرواية/ الروايات الجمعية وتقديم رؤى تشتبك فيها الأزمنة؛ الماضي والراهن والمستقبل؟   إن التفاعل مع الأرشيفات الشخصية/ العائلية الدمج بين الشخصي والجمعي، الخاص والعام يتيح حوارًا غنيا لا يقوم على "الحنين" إلى الماضي، بل إلى توظيف مكوناته وسياقاته وتأويلاته في إنتاج معرفة جديدةـ، ويمكن للسياق التربوي أن يفيد من ذلك كثيرًا عبر توظيف تعليمي للصور واليوميات والمذكرات والوثائق والقصاصات والعقود والرسائل والمراسلات ... الخ التي يحتفظ بها الناس في بيوتهم ومن خلال منهجيات في التعبير الحركي/ الدرامي والأيقوني/ البصري واللغوي/ الكلامي. ومن خلال تعبير متعدد الصيغ بما في ذلك المقاربات الفنية الجمالية.

 

 

يقال بأننا "نحن ما نحتفظ به"، وكأن الأرشيف العائلي بما يشمله من مكونات مختلفة: رسائل، مراسلات، قصاصات، عقود، خرائط، يوميات، ... الخ يخبر عن حافظها سواء أكان هو صاحبها أو من آلت إليه كموروث.  وبهذا المعنى فإنها تمكننا من "تخيل الماضي" و"تذكر المستقبل". كثير من العائلات تحوز على محفوظات عائلية تخص الأفراد وتخص العائلة، وليس هناك طريقة واحدة في حفظ الوثائق والأوراق العائلية، وفي كثير من أنحاء العالم يقدمون اقتراحات تقنية وتصنيفية وإجرائية للحفظ بغية الحفاظ على المحفوظات من التلف، وتصنيفها بحيث يمكن الرجوع إليها ضمن تصنيفات سهلة وبسيطة. إن أنظمة الأرشفة هي أنظمة خطاب أيضًا، وهي تحيل إلى تأويلات متعددة في ضوء القراءة.  إن الأوراق العائلية لها محلها في بلورة هويتنا وفي تكوينها وفي تشكيلها ضمن فاعلية حيوية عابرة للأزمنة والأمكنة.

الوثائق
عين على وثيقة

في هذا الباب نفتح فضاء لعرض وثائق عائلية في مواضيع مختلفة وعبر أزمنة متعددة، ونقدمُ اقتراحات للتفاعل معها ومحاورتها وتوظيفها في سياقات تعلم وتعليم مدرسية ومجتمعية من خلال إنتاج مواد تربوية فنية ثقافية علمية مستمدة ومستلهمة من هذه الوثائق. ونحن نرحب هنا بوثائقكم العائلية مع اقتراحات ملهمة للتفاعل معها.