كلّما مرّت البنتُ بشارع المدرسة
تحسّست قلم الرصاص في جيبها
والورقةَ التي اهترأت
من كثرة الرسمِ والمحوِ
كانت ظلال الرسوم القديمةِ واضحةً
وجهُ أبيها بتجاعيده
بيتُها الذي رحل مع الراحلين
عروستها الخشبية الزرقاء
وأشياءٌ غير واضحة الملامح
ورقتُها كانت وطنها الصغير
الذي يلملمُ الراحلينَ
أما قلمُ الرصاص الذي تضاءل
فما زال يمكنه رسم مزيدٍ من الأشياء
في السنتيمترات القليلة البيضاء
التي تبقت في حافة الورقة