من الصعب الإقرار بأن المدرسين لا يعرفون ماذا يفعلون.  ومع ذلك، يستحيل علينا الإحاطة بكل نتائج ممارساتهم وبكل التجارب التي يقومون بها يومياً.  فعندما طلبنا من مجموعة من طلبة علوم التربية الذين كانوا ينجزون بحثاً حول المنهاج الخفي، الإجابة عن السؤال التالي: "ما الذي تعلمته من المدرسة دون أن يتم تعليمه لي؟" حصلنا على لائحة مثيرة من الإجابات، نعرضها كما يلي:

1.       أن أعيش مع الآخرين، وسط الحشود وداخل مساحة صغيرة.

2.       أن أصرف الوقت.

3.       أن أتحمل حكم الآخرين.

4.       أن أحرص على ما أملك، وأن أحتاط من الآخرين.

5.       أن أتخلص من العنف وأدافع عن نفسي.

6.       ألا أفقد احترام الآخرين.

7.       أن ألعب على واجهات عديدة، أمام الغير.

8.       أن أبني حاجزاً وأخفي ما لدي.

9.       أن أحس باختلاف الآخرين وأتكيف مع هذا الاختلاف.

10.    أن أحكم على أصدقائي ومعلمتي.

11.    أن أنخرط داخل وسط ملزم.

12.    أن أجد لنفسي مكاناً وأدافع عن نفسي.

13.    أن أقدر مجهودي.

14.    أن أتعلم وأن أتهيأ للامتحان بعجالة (Bachoter).

15.    أن أغش وأدعي وأتظاهر.

16.    أن أشتغل وأعمل على تقييم ما أقوم به إيجابياً.

17.    أن أتمالك وأضبط أعصابي وألا أصرخ.

18.    أن أكون متضامناً وأتعاون مع الآخرين.

19.    أن أحترم الآخرين وأحترم اختلافهم.

20.    أن أجامل وأتملق (Lèche- Botte).

21.    أن أتمرد.

22.    أن أتجاوز الحدود.

23.    أن أكون صبوراً وأتحمل وأكابد.

24.    أن أكون مطيعاً وأقوم بفعل شيء دونما رغبة في فعله.

25.    أن أختفي وسط الحشود وأعمل على ألا يتذكرني أحد وأكون مثل الآخرين.

26.    أن أعرف نفسي بنفسي وأتموقع.

27.    أن أحلم وسط الحشود، دون أن يشعر بي أحد.

28.    أن أختار وأعيش بانتظام.

29.    أن أخلق لنفسي وسطاً أتأقلم معه.

30.    أن أحيا داخل غابة ولا يهمني الآخرون.

31.    أن أتدبر أمري بنفسي.

32.    أن أكون خيراً وأفضل من الآخرين.

33.    أن أواجه أموراً صعبة في الحياة ودوامة هذه الحياة [من قبيل القروض الصغرى] وتناقضاتها.

34.    أن أحمي نفسي وأضع درعاً واقياً.

35.    أن أصرخ بصمت.

36.    أن أنتظر فترة الاستراحة.

37.    أن أكون مطيعاً وخاضعاً للقواعد.

38.    أن تكون لي نظرة إيجابية أو سلبية عن ذاتي.

39.    أن أشتغل في أوقات محددة.

40.    أن أتدبر وقتي.

41.    أن أتعلم منطق التراتبيّة.

42.    أن أكون مستقلاً.

43.    أن أطابق بين اللعب والرهان.

والملاحظ أن المعالجة العالمة للمنهاج الخفي، تؤدي إلى لائحة شبيهة بالأولى: فنحن نتعلم الحياة وسط الحشود وقتل الوقت وإرجاء الارتياح والاستعداد لتقييم الغير وتلبية بعض المنتظرات والعيش داخل مجتمع تراتبي وتطوير إستراتيجيات مضادة والعيش داخل مجموعة محدودة العدد.

وإذا ما تمكنا من مساءلة المعلمين الذين يفترض فيهم تشجيع هذه التعلّمات، فهل سيندهشون من سؤالنا؟ فكل مدرس يتوفر طبعاً على بعض الأوهام حول ما يتعلمه تلاميذه.  وهذا راجع بالضبط إلى الاعتقاد السائد لديه، بأنه في مأمن مما يدركه ومما يحمله من تمثل حول واقعه.  وبشكل عام، فإن المدرسين الذين تتم مساءلتهم يجيبون قائلين: "إن الأمور المنظور إليها والمعبر عنها بهذه الطريقة، تدفع إلى الإحباط، لكنها صحيحة مع ذلك".

ولا يعي كل المدرسين بكل التعلّمات التي ينجزها التلاميذ بالمدرسة.  غير أن الكثيرين، لديهم فكرة عامة حول التجارب التكوينية الجارية بالقسم، على الرغم من أنها غير واردة في البرامج.  فهم يعرفون دون أن يعرفوا؛ بمعنى أنهم يكتسبون معرفة، تمكنهم من التعرف على الأشياء بعد أن عمل شخص آخر على تعريفها؛ علما بأنهم لم يشعروا بالحاجة إلى صياغتها تلقائياً.  فما هو خفي ليس خفياً في الحقيقة؛ إنه لا مقول (Non-dit) ولا مفكر فيه (Non Pensé) جزئياً.  وهو يقترن بالحدس وبما يستحسن أن يظل مخيفاً وأن يحتفظ به داخل الغموض (Flou)، لأنه يعتبر مخجلاً ومؤذياً ويثير أسئلة محرجة ويربك المرء أمام ضميره وأمام حكم الغير.

المرجع:

المِنهَاجُ الشَّكليُّ والوَاقِعيُّ والخَفِيّ

ت: د. عبد الكبير الخطابي